فالقرآن الكريم كتاب جامع لكل ما يحتاج إليه الناس من المواعظ الحسنة. التي تصلح الأخلاق والأعمال. والشفاء للأمراض الباطنة. والهداية الواضحة. للصراط المستقيم. الذي يوصل إلي سعادة الدنيا والآخرة.
والآية الكريمة - كما يذكر علماء التفسير - أجملت اصلاح القرآن الكريم. لأنفس البشر. في أربعة أمور:
الموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب. بذكر ما يرق له القلب. فيبعثه علي الفعل والترك. وقد جاء في معني الآية قوله: "واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به" "البقرة 231". وقوله: "هذا بيان للناس وهدي وموعظة للمتقين" "آل عمران 138".
الشفاء لما في القلوب من أدواء الشرك والنفاق. وسائر الأمراض. التي يشعر فيها الناس بضيق الصدر. كالشك في الايمان. والبغي. والعدوان. وحب الظلم. وبغض الحق. والخير.
الهدي إلي طريق الحق واليقين. والبعد عن الضلال في الاعتقاد والعمل.
الرحمة للمؤمنين: وهي ما تثمر لهم هداية القرآن. وتفيضه علي قلوبهم ومن آثارها: بذل المعروف. واغاثة الملهوف. وكف الظلم. ومنع التعدي والبغي.
واجمال ذلك: أن موعظة القرآن. شفاء لما في الصدور. من أمراض الكفر. والنفاق. وجميع الرذائل. وهداة إلي الحق والفضائل: موجهات إلي أمة الدعوة. وهم جميع الناس.
لقد جاء الإسلام دعوة سامية إلي عظة النفوس وإيقاظها. وإلي شفاء القلوب. وطب الوجدان. وإلي ترشيد الشعور. وتصحيح مساره. وإلي صدق الاحساس. وتصويب اتجاهه.
ثم إلي رحمة النفوس وبرها. والرفق بها. والحرص عليها. حتي لا تهوي إلي درك مسف ووبيء من التحجر. والجمود. والعلل. والأدواء. والضلالة. والحيرة. والعنف. والقسوة.
ذلك لأن الإسلام دين الحياة. يبنيها ولا يهدمها. ويثريها ولا يفقرها. وينشرها ولا يطويها. ويعمل بمنهج الحق الذي نزل به علي ترقيتها وتقدمها. وحضارتها. واسعاد الناس بها. وجمعهم علي كل ما فيها من خير وحق.